Kamis, 07 Juli 2011

الفلسفة الماركسية وموقف الإسلام منها

بقلم أنوار معروفى

أ‌. المقدمة
كانت الماركسية في أول النصف الثاني من القرن التاسع عشر أيام حياة ماركس مجرد فكرة فلسفية عن الحياة، ولكنها اليوم في أول النصف الثاني من القرن العشرين تحتُل وجوداً ضخماً في العالم، إذ تقوم على أساسها دولة كبرى هي روسيا، وإلى جانبها عدة دول تعد مئات الملايين من البشر تحاول السير في تطبيق هذه الفلسفة. ثم إنتشرت الفلسفة الماركسية في العالم الإسلامى، وخاصة فى الدول الإسلامية التى اعتنقت حكوماتها الفكر الاشتراكى مثل سورية والعراق ومصر والسودان.

ووجد كثير من المفكرين والسياسيين العرب الذين يستعينون الفلسفة الماركسية على أنها نظرية تسترشد بالنظرة العلمية فى تفسير العالم والمجتمع. فمن المعروف أنها منتاج الثقافة الغربية التى لها التصور فى عبارة العالم والمجتمع وغيرهما اختلفت عن الإسلام. فمن ذلك لا بد من الوقوف معها ساعة من نقاش يكشف فيها عن وجه الحق. إذ سيبحث الباحث عن أصول الفلسفة الماركسية وموقف الإسلام منها.

ب‌. اصول الفلسفة الماركسية

الماركسية هي العلم الذي يقوم بدراسة قوانين تطور الطبيعة والمجتمع، وهي العلم الذي يدرس ثورة الطبقات الـمُضطهَدة المستغلة، كما أنها العلم الذي يصف لنا انتصار الاشتراكية في جميع البلدان، هي العلم الذي يعلمنا بناء المجتمع الشيوعى. وقال لينين أن الماركسية هي منهج افكار ماركس ومذهبه. سميت بالماركسية نسبة لمنظر الماركسية الأول كارل ماركس، وهو فيلسوف ألماني، و عالم اقتصاد، وصحفي ثوري. أسس نظرية الشيوعية العلمية بالاشتراك مع فريدريك إنجلز. فقد كان الإثنين إشتراكيان بالتفكير، لكن مع وجود الكثير من الأحزاب الإشتراكية، تفرد ماركس وأنجلس بالتوصل إلى الاشتراكية كتطور حتمي للبشرية وفق المنطق الجدلي وبأدوات ثورية. فكانت مجمل أعمالهما تحت اسم واحد وهو الماركسية أو الشيوعية العالمية.
الفلسفة الماركسية هي نتاج نقد ماركس لمادية فيورباخ و جدلية هيغل وتعتمد الفلسفة الماركسية على الاساس الثابت لتفسير الظواهر وهو المادية التى تضمنتها أبرز مكوناتها المادية الجدلية والمادية التاريخية. وعليها إذن أن يوضح الباحث هذين الأصلين ويبدأ بالمادة الجدلية.

1. المادة الجدلية

إن الموضوع الرئيسى للمادة الجدلية هو حل المسألة الأساسية التى شغلت جميع الفلسفات-أي علاقة الفكر بالوجود، أو الروح بالمادة. المعنى الفلسفى لكلمة المادية هي نظرة للعالم، أي طريقة في فهم ظواهر الطبيعة وتأويلها اعتمادا على مبادىء محددة، وكذلك فيما يتعلق بالحياة الإجتماعية. تصح هذه النظرة للعالم في جميع الظروف فهي أساس عدد من العلوم. فهي بهذا تكون تفسيرا عاما للعالم يجعل للأعمال العالمية أساسا متينا ولهذا فهي تكون نظرية.
والعالم كله مادي محض. وكل ما فيه صورة من صور المادة. والعالم أبدي وليس له أي بداية ولن يكون له أي نهاية. ومن هنا فأي عالم عيبى غير مادي غير موجود ولا يمكن أن يوجد. اذن فلا يوجد شيء على حد تعبيرهم غير العالم المادى، ولا يمكن أن يوجد عالم روحى أو يوم آخر كما جأت به الاديان. أما الدين عندهم نشأ من الجهل والعجز، والجهل عدو العلم، والرجل المتدين يحارب العلم لأنه حريص على الأوهام والخرافات. بل قالوا أن الدين "أفيون الشعوب".

والمادة لها صور أساسية وهي الحركة والزمان والمكان. وذلك أن المادة تتحرك فى الزمان والماكان. إن المادة لا توجد إلا في الحركة. ولا يمكن فصل المادة عن الحركة. والحركة متنوعة ولكنها ترجع كلها إلى وحدة المادة. والإنسان نفسه هو نتاج الطبيعة الذي نما وتطور في محيط طبيعى معين.

يعتبر الماديين ان الواقع حركة وهذه الحركة هي نتيجة النتاقض والنضال بين الاضداد، وهما داخليان لانهما جوهر الحركة. ويقول ماوتسى تونج: "سبب كل نمو اساسى للأشياء دائما لا يكون خارج هذه الأشياء بل داخلها، في طبيعة الأشياء المتناقضة، فلكل شيء ولكل ظاهرة تناقضاتها الداخلية الكائنة فيها. وهذه التناقضات هي التى تولد حركة الأشياء وسوها، وهكذا التناقضات الكامنة في الأشياء والظواهر هي الأسباب الرئيسية لنموها".

إن المادة مرتبطة بالحركة، وإن العالم يتطور من أسفل إلى أعلى. والجدلية معناها البحث والمناقشة ليصل المتناقشان إلى الحقيقة وذلك هن طريق الكشف عن المتناقضات التى تنطوى على حجج المتنازعين. وأول من قال بان المتناقضات موجودة في أصل كل شىء ولها أهمية كبرى هو الفيلسوف هيجل. وتابعه عليه ماركس فى مبدأ التناقض فى الأشياء لتفسير الوجود. ولكن رفض ماركس التصور لهيجل الذي كان مثاليا، أى أن طبيعة التاريخ الإنسانى، بالنسبة إليه لم تكن سوى تجلى الفكرة الأزلية، وجدلية هيجل جدلية روحية صرفة.

رأى ماركس، وكان زميلا لهيجل في أول الأمر، في الجدلية المنهج العلمى الوحيد. غير أنه عرف أيضا، كمادي، أن يعيد الجدلية إلى مكانها الحقيقي. فرفض القول بالنظرة المثالية للعالم التى ترى في الكون المادي ثـمرة للفكرة، وأن القوانين الجدلية هي قوانين العالم المادى، وأنه إذا كان الفكر جدليا فلأن الناس ليسوا غرباء في هذا العالم بل هم جزء منه.

قال ماركس: "لا يختلف منهجي الجدلي في الأساس عن مهنج هيجل فقط، بل هو نقيضه تماما. إذ يعتقده هيجل أن حراكة الفكر التى يجسدها باسم الفكرة هى مبدعة الواقع الذى ليس هو سوى الصورة الظاهرية للفكرة. أما أنا فأعتقد. على العكس، أن حركة الفكر ليست سوى إنعكاس حركة الواقع وقد انتقلت إلى ذهن الإنسان".

ومهمة الجدل هي أن يدرس العالم في حركته الدائمة التى تبين تطوره وتغيره. فهو علم القوانين العامة للحركة. إن التطور هو الموضوع الذي يحاول الجدل الكشف عنه، ويقولون إن الكشف عنه تبينه قوانين ثلاثة على ما يلى:

1) قانون وحدة الأضداد وصراعها. هذا القانون يعرفنا مصادر الحركة الأزلية وعللها. والقوة المحركة لتطور العالم المادى. وبيان هذا القانون: أن كل شىء ينطوى على الأضداد سواء كان هذا الشىء طبيعيا، أم ظاهرة اجتماعية. وهذان الطرفان المتضادان لا يمنكن أن يظلا فى سلام. فلابد من أن ينشأ الصراع بينهما. وهذا الصراع لا يقضى على وحدة الشىء. ولكنه يؤدى إلى أن يتغلب الطرف الذى يعبر عن التقدم على الطرف الآخر.
2) قانون الانتقال من التغير الكمى إلى التغير الكيفى. وهدف هذا القانون هو الكشف عن كيفية التحول. وبيانه: أن التغير بتم أولا فى الكم بالتدريج. بمعنى أن خصائص الشىء أو صفاته المتفرقة تحدث فيها تغييرات فتزيد أو تنقص. ولكن هذه الزيادة أو هذا النقصان عندما حد معين يحدث تغير كيفى.
3) قانون سلب السلب. وهذا القانون يبين التطور فى العالم المادى. أن الجديد ينسخ القديم وبنفيه. وهذا ما يسمى "بالسلب". فإذا اكتمل هذا الجديد ووصل إلى درجة التغير. تلاه جديد آخر. وهذا الجديد الآخر يسمى "بسلب السلب". وذلك أن الشىء يحمل فى طياته نقائد نؤدى إلى الصراع الذى يؤدى إلى التطور.

2. المادة التارخية
المادية التارخية هي إمتداد مبادئ المادية الجدلية على الدراسة الحياة الاجتماعية، تطبيق مبادئ المادية الجدلية على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع وتارخيه. وإنها علم فلسفى يحاول حل مشكلة أساسية موجودة فى المجتمع-وهى العلاقة بين الوجود والشعور الإجتماعى.

قال محمود عتمان أن المادية التارخية والجدلية وحدة. ترى المادية التارخية والمادية الجدلية : أن الوجود الاجتماعى حقيقة موضوعية مستقلة عن الشعور الإجتماعى للإنسان. فكلتاهما ترى أن الوجود الواقعى حقيقى وموضوعى ومستقل عن الشعور وأن المجتمع مادى وموضوعى، فهو منفصل عن الشعور الإنسان ويتطور تطورا حتميا على أساس أن الشعور الإنسانى لا دخل له فى توجيه التطور فيه. ولكن الذى يؤثر فى تطور المجتمع هو التنظيم الاقتصادى وخاصة صور الإنتاج المادى التى تسود فى أشكال المجتمع المختلفة.

ت‌. موقف الإسلام

من خلال عرضى للفلسفة الماركسية ذكرت أن الأساس الذي ساروا عليه وانطلقوا منه هو نظرية المادة الأبدية وهي أن الحياة والإنسان والكون مادة تتطور من نفسها تطورا ذاتيا، فلا يوجد خالق ولا مخلوق وإنما تطور ذاتي في المادة. وذكرت أيضا وجود التناقض الداخلى فى الأشياءو ،الدين هو "أفيون الشعوب". ها هي ذه التى سيناقش الباحث من موقف الإسلام.

أما ما دعاه الماركسيون من أن المادة هي أبدية ولا يوجد خالق فيها فهو ادعاء باطل ومردود لأن كل شيء مختاج إلى غيره. وأما الحياة فإن احتياجها إلى الماء وإلى الهواء ملموس ومحسوس. وأما الإنسان فإن احتياجه إلى الحياة ثم إلى الطعام وغير ذلك ملموس ومحسوس. وعليه فإن العالم والحياة والإنسان محتاجة قطعاً. ومدلول كلمة محتاج يعنى أنه مخلوق، لأن مجرد حاجته تعني أنه عاجز عن إيجاد شيء من العدم، أي عاجز عن إيجاد ما احتاج اليه فهو ليس خالقاً، وما دام ليس خالقا فهو مخلوق.

قال إبن سينا فى اثبات واجب الوجود (الله الخالق):

"لا شكّ أن هنا وجوداً، وكل وجود فإما واجب وإما ممكن. فإن كان واجبا فقد صحّ وجود الواجب، وهو مطلوب. وان كان ممكناً فانا نوضح أن الممكن ينتهي وجوده إلى واجب الوجود، وقبل ذلك فانا نقدم مقدمات. فمن ذلك أنه لا يمكن أن يكون في زمان واحد لكل ممكن الذات علل ممكنة الذات بلا نهاية، وذلك لأن جميعها إما أن يكون موجودا معا، وإما أن لا يكون موجودا معا. فإن ما لم يكن موجودا معا غير المتناهي فى زمان واحد، ولكن واحد قبل الآخر، فلنؤخر الكلام في هذا. وأما أن يكون موجودا معا ولا واجب وجود فيه، فلا يخلو إما أن تكون الجملة بما هي تلك الجملة، سواء كانت متناهية أو غير متناهية، واجبة الوجود بذاتها أو ممكنة الوجود. فإن كانت واجبة الوجود بذاتها، وكل واحد منها ممكن، يكون الواجب الوجود متقوّما بممكنات الوجود، هذا خلف. وإن كانت ممكنة الوجود بذاتها، فالجملة محتاجة في الوجود إلى مفيد الوجود، وإما أن يكون خارجا عنها أو داخلا فيها. فإن كان داخلا فيها، فإما أن يكون واحداً منها واجب الوجود، وكان كل واحد منهما ممكن الوجود، هذا خلف. ,إما أن يكون ممكن الوجود، فيكون هو علة الوجود للجملة، وعلة الجملة علة أولا لوجود أجزائها، ومنها هو، فهو علة لوجود نفسه. وهذا مع استحالته، إن صحّ فهو من وجه ماّ نفس المطلوب. فإن كان كل شيء يكون كافياً في أن يوجد ذاته، فهو واجب الوجود، هذا خلف. فبقي أن يكون خارجاً عنها، ولا يمكن أن يكون علة ممكنة، فإن جمعنا كل علة ممكنة الوجود في هذه الجملة، فهي إذاً خارجة عنها وواجبة الوجود بذاتها، فقد انتهت الممكنات إلى علة واجبة الوجود، فليس لكل ممكن علة ممكنة بلا نهاية".

كان الأشعرى يستدل على وجود الله باستعمال الدليل على نشأة الإنسان. وذهب الشهرستانى إلى أن الإعتقاد بوجود الإله بمشاهدة العالم وما فيها من التنظيم المرتب والتدبير المنسَّق. رأى الماتريدي بأن معرفة الله يمكن حصولها عن طريق فطرة الإنسان ولا يمكن حصول ذلك إلا بالنظر إلى خلق العالم. قال الماتريدي:

"والأصل أن الله تعالى إذ لا سبيل إلى العلم به إلا من طريق دلالة العالم عليه، بانقطاع وجوه الوصول إلى معرفته من طريق الحواس عليه أو شهادة السمع، ثم الشاهد يدل عليه من وجه الشهادة له بالصفة لا من وجه الشهادة بالذات، إذ الوجود بعد أن لم يكن هو دليل الإيجاد والأحداث الذى به يعلم الموجود المحدِث".

سوى ذلك كلهم يستدلون على وجود الله بالآيات القرآنية منها : (نحنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ، أَفَرَءَيْتُم مَّاتُمْنُونَ ، ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) وقوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ لَيَقُولَنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَيَعْلَمُونَ) وقوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) فسّر الألوسي: معنى" فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " فكيف يكذبون بعد علمهم بذلك فهو تعجب من عبادة غيره تعالى وإنكارهم للتوحيد مع أنه مركوز في فطرتهم ، وأياً ما كان فهو متعلق بما قبله من التوحيد والإقرار بأنه تعالى هو الخالق ، وأما كون المعنى فكيف أو أين يصرفون عن التصديق بالبعث مع أن الإعادة أهون من الإبداء وجعله متعلقاً بأمر الساعة كما قيل فيأباه السياق.

والقول بأن العالم أبدي وليس له أي بداية ونهاية هو باطل ومردود أيضاً. قال الكندي: "فإن كان جرم لا نهاية له، فإنه، إذا فصل من جرم متناهى العظم. فإن الباقى منه: إما أن يكون متناهى العظم، وإما لا متناهى العظم. فإن كان الباقى منه متناهى العظم، فإنه إذا زيد عليه المفصول منه المتناهى العظم، كان الجرم الكائن عنهما جميعا متناهى العظم. والذي كان عنهما هو الذي كان-قبل أن يفصل منه شيء- لا متناهى العظم. فهو إذن متناه لا متناه، وهذا خلف لا يمكن. وإن كان الباقى لا متناهى العظم، فإنه إذا زيد عليه ما أخذ منه، صار أعظم مما كان قبل أن يزاد عليه أو مساويا له. فإن كان أعظم مما كان فقد صار ما لا نهاية له أعظم مما لا نهاية له، وأصغار الشيئين يعدّ أعظمهما أو يعد بعضه، وإن كان يعده فهو يعد بعضه لا محالة، وأصغارهما مساو بعض أعظمهما. والمتساويان هما الذان متشابهان، ابعد ما بين نهاياتهما واحدة، فهما إذن ذوا نهايات-لأن الأجرام المتساوية التى ليست متشابهة، هي التى يعدها جرم واحد عددا واحدا، وتختلف نهاياتها بالكثرة أو الكيف أو معا، فهما متناهيان".

وأما قانون التناقض الداخلى في الكون هو باطل ومردود. إن الكون فيما بين اجزائه مبني على التوازن الدقيق لا على التناقض. والتوازن هو اجتماع الاضداد واذا ما زاد الجزء اختل الكل ويصبح الكل اصغر من الجزء. ففيه الترغيب والترهيب وفيه الحركة والسكون وفيه النور الظلمات، وفيه الحي والموت. ها هي ذه ليس التناقض ولكنها التوازن. قال تعال في القرآن: (الرَّحْمَنُ ، عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ، خَلَقَ اْلإِنسَانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ، وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ، وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ، أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانَ ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَتُخْسِرُوا الْمِيزَانَ).

وأما ما يردده الماركسيون من أن الدين "أفيون الشعوب" فهو ادعاء باطل ومردود. قال يوسف القرضاوى: "أن الدين الصحيح لا يُخدِّر الشعب، ولا يلهيه عن المطالبة بحقه فى الدنيا، استغراقاً بطلب النعيم في الآخرة، الدين الصحيح لا يقر الظلم، ولا يرضى بالفساد والانحراف". قال تعالى: (وَلاَتَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَالَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَتُنصَرُونَ) وقال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). قال يوسف القرضاوى: "فإن صح هذا الادعاء في شأن بعض الأديان، فلا يصح بحال في شأن الإسلام".

ثم قال : "الإسلام في الحقيقة ثورة إنسانية كبرى. ثورة لتحرير الإنسان من العبودية والخضوع لغير خالقه. ثورة في عالم الفكر والضمير والشعور، وثورة في عالم الواقع والتطبيق. وكان عنوان هذه الثورة هي هذه الكلمة العظيمة، كلمة التوحيد" لا إله إلا الله".


ث‌. الاستنتاج
في نهاية هذه الكتابة، بعد ان يكشف الباحث أصول الفلسفة الماركسية التى أسسها ماركس وإنجلس، وجدت أن نظرياتها من العالم والمادى والدين كلها بعيدة عن تصوّر الإسلام فيها، فلذلك نظرياتها كلها باطلة ومردودة.





قائمة المصادر و المراجع
القرآن الكريم
أبو منصور الماتريدي، كتاب التوحيد، تحقيق د. فتح الله خليف، (استانبول: المكتبة الإسلامية، دون تاريخ)
أحمد بن عبد بن الحسين العوايشة، موقف الاسلام من نظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ، رسالة ماجستير، (مكة: مكتبة المكرمة، 2006 )
أمل فتح الله زركشي، عقيدة التوحيد عند الفلاسفة والمتكلمين والصوفية، (فونوروكو: جامعة دار السلام الإسلامية، 2008)
جلبير الأشقر، الدين والسياسة اليوم من منظور ماركسي، ترجمة: سماح إدريس،(مجلة الآداب، د.ت)
جورج بوليتزلر، اصول الفلسفة الماركسية الجزء الأول، (بيروت: المكتبة العصرية، د.ت)
جوزيف ستالين، المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، (كتب عربية: د.ت)
الحسين أبي علي بن سينا، كتاب النجاة في الحكمة المنطقية والطبيعية والإلهية، نقحه وقدّم له ماجد فخري، (بيروت: دار الافاق الجديدة، 1985)
شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (المكتبة الشاملة)
غَانم عبده، نقض الاشتراكية الماركسية، (دون الطبع، 1963)
فلاديمير لينين، مصادر الماركسية وأقسامها المكونة الثلاثة: مجموعة المقالات، (موسكو: دار التقدم، د.ت)
الكندى، رسائل الكندي الفلسفية، تحقيق وتقديم وتعليق: محمد عبد الهادى أبو ريدة (القاهرة: مطبعة حسان، دون سنة)
محمود عتمان، الفكر المادى الحديث وموقف الإسلام منه، (قاهرة: الدار الإسلامية للطباعة والنشر،1984)
يوسف القرضاوى، بينات الحل الإسلامى وشبهات العلمانيين والمتغربين، (القاهرة: مكتبة وهبة، 2003)
http://ar.wikipedia.org/wiki/ ماركسية
http://www.ismailiaonline.com/topics/topics2.asp?id=5858

Pengunjung